يظهر حِلم الرسول صلى الله عليه وسلم في
ardillanet
٥ مواقف تظهر فيها حلم الرسول صلى الله عليه وسلم
يعتبر حلم الرسول صلى الله عليه وسلم من سمات الرحمة والتواضع التي عُرِف بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وهنا سنذكر خمس مواقف تظهر فيها حلم النبي الكريم:
- الصحابي الذي جُبِذَ بقوة: قال أنس بن مالك رضي الله عنه: "حَلَمَ رَسُولُ اللَّـهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ؛ يَا رَسُولَ اللَّـهِ، أُتِيمْ بِأُمِرٍ مِنِ الْمَشْرِكِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّـهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَاذْهَبْ فَعْفِهِمْ»، فَمَرَّتْ بِهِ اللَّيْلَةُ بِقَوَّةٍ، فَجَبَذَ الرَّجُلَ بَجْذًا شِدِيدًا، فَأَتَى الرَّجُلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهُهُ مُورِمٌ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّـهِ، فَعْفِيتَ عَنِّي، وَجَزَاكَ اللَّـهُ خَيْرًا، وَإِنِّي فِي الْمَشْرِكِينَ لَقَدْ شَفِيتُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بِكَ الْحَلْمُ مِنْ اللَّـهِ، وَالْبِشْرَى الْجَنَّةُ». (أخرجه البخاري ومسلم)
- صهيب الرومي: حكى الإمام أحمد رحمه الله قصة صُهَيْب الرُّومِيِّ رضي الله عنه قال: قد عرفت ما صنع الرسول صلى الله عليه وسلم بصهيب الرومي حينما أخرجه المشركون وجعلوه على الصخرة فأنزلوا عليه السهام، وقد كان صهيب يصيح: "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله". فجئَ بصهيب في ذلك اليوم إلى الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: مَا يَصْنَعُ الْمَلَأُ يَعْدِلُ صُلْبَكَ فَاصْبِرْ فَصَبَرَ، وَعَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ (الألباني 1960).
- الطفل الذي بولى في المسجد: حكى أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلا جاء بابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطلب علاجاً لإصابته فحمله النبي صلى الله عليه وسلم حتى وضعه على بطنه وقال: "لَمَا تبولتَ في رَحَآئِـــــــِـــــــِـ(معناها: الجسر الذي عليه أجر الراقدين من شجرة صنوبر تحته، والظاهر أنه كان في الحرم آنذاك). فقال الرجل: يارسول الله بالذي أرسلك بالحق، ما أنت تصنع؟ فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، ثم نِودَ الطفلَ وإِذَا هوَ قَدِ ابْتَلَعَ ماءً فَقَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْوَى الرَّجُلِ الَّذِي دَعَا وَفَعَلَ مَا يُطْلَبُ (أخرجه البخاري ومسلم).
- الرجل الذي توفى على الخيل: في إحدى المسيرات استعان الرسول صلى الله عليه وسلم برجلٍ من بني حذَّاء فمات هذا الرجل أثناء المسيرة. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فرفع عينيه إلى السماء، ثم نزلها فقال: "أنتم تعجبون لما فعل هذا الرجل؟ إنه قد وجد ربه، وإنه ليتلقى الجنان" (مسلم).
- الفتاة التي دفعت الراحلة: في إحدى المرات جاءت للنبي صلى الله عليه وسلم امرأةٌ فقالت: يا رسول الله، إن ابنتي فجأة أصيبت بالموت، وهي مطرودة الشوارع؛ فاللهم فيها اجعل البركة. فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: اذْهَبُوا فاحْضُروا لِي مِرْدَةً، وَطَيْرًا، فَطَهِّرُوْهُمَا، وَأَتِيْتُ بِالطَّهُورِ، فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ دَفَنْتُهَا وخفتل في صدري على بُغْضِ فُعْلِهَا (أخرجه مسلم).
تظهر هذه المواقف قدرة رسول الله صلى الله عليه وسلم على التحمل والرحمة والعفو والتسامح، وهذه هي نماذج تقربنا من معنى الحلم الذي كان يتمتع به سيدُنا محمد صلى الله عليه وسلم.