el_so5ayar
إداري مبوبة دوت كوم
تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الدولة : مصر الهوايات : الرماية عدد المساهمات : 1701 نقاط : 3131
| موضوع: ورطة العرب في سوريا الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 6:40 pm | |
| ورطة العرب في سوريا <BLOCKQUOTE class="postcontent restore">حين وُجهت الدول الغربية بالفيتو المشترك الروسي-الصيني الساحق الماحق، وشعرت بخيبة أملها من تحقيق أي تقدم على صعيد الملف السوري الشائك والصعب والمعقد والمتداخل والصلب، والذي قلب كل التوقعات، لوجستياً، وعلى الأرض، أوعز الغربيون إلى رصيدهم الاستراتيجي من حلفائهم البدو العربان بيادق وعبيد الناتو، للتحرك والضغط على سوريا، من خلال المنظمة الإقليمية الهزيلة المسماة بالجامعة العربية، عبر إطلاق العنان لها في قراراتها الجائرة ضد سوريا، هذه القرارات التي انعكست، حقيقة، غلاء فاحشاً في دول الخليج الفارسي، وخسارات بالمليارات على الاقتصاد التركي، وقال الغربيون يومها عل ذاك وعساه يعيد الهيبة والكرامة للجوقة الغربية المسفوحة على عتبات مجلس الأمن.
وخلال الأيام القليلة الماضية جرت تطورات هامة على صعيد الأزمة السورية. أولى هذه التطورات، هو مشروع القرار الذي تقدمت به روسيا إلى مجلس الأمن وقوبل، ظاهرياً، برفض غربي قاطع وجامع، لأنه، في الحقيقة، ما هو إلا إعادة إخراج من الدرج لمشروع قرار روسي سابق يؤكد نظرية العصابات الإرهابية المسلحة التي تتسلل من تركيا بدعم وتمويل من مشيخات الخليج الفارسي، وهذا يعني نصراً دبلوماسياً وإعلامياً لسوريا لجهة الاعتراف الرسمي الدولي بهذا الأمر كحقيقة واقعة، وهذا ما لا يريده دعاة السلمية، والثورة الشبابية، ومن يقف وراءهم، لأنه سينسف كل خطابهم، ويكشف مشروعهم، وطبيعة ثوراتهم، وألاعيبهم الثورية. وبالتوازي مع ذلك أيضاً، ومع تصعيد على الأرض ومحاولة تفجير الموقف ميدانياً عبر زيادة كم العمليات الإرهابية، أعلنت الجامعة العربية، وبعد توسلات متكررة من نبيل العربي لـ"المعلم وليد" للتوقيع على المبادرة عبر الوسيط العراقي، وعلى لسان حمد بن جاسم، عن نفض يدها من الملف السوري، وفيما يشبه لعبة كرة القدم، وكما نتابع أحيانا، بعض اللاعبين المحاصرين، والفاشلين وعديمي الحيلة في الملعب، وغير القادرين على تمرير الكرة، أو إدخالها، بالمرمى، يقوم اللاعب إما برميها يائساً خارج ملعبه، أو يقوم بإعادتها لنفس اللاعب الذي أخذها منه، وها هو اللاعب القطري، ورغم أنه سيستضيف المونديال في 2022، والذي لم يستطع أن يفعل شيئاً حيال الأزمة السورية، رغم كل ضجيج وصخب الجزيرة والعربية، ولا أن يدخلها، أو حتى يقترب من دفاع المرمى السوري، ها هو يعيدها، متراجعاً، من حيث أتت إلى حارس المرمى الدولي باراك أوباما الذي يلعب حالياً لنادي سبورتينغ أورشليم، والذي لن يجد، هو الآخر، لاعباً في طول وعرض الملعب الدولي كي يعيدها له، ونرجح أنه سيرميها خارج الملعب، ولاسيما بعد أن نفذ بجلده، وخرج مدحوراً، ملوماً، محسوراً، من العراق، يلملم أذيال الهزيمة والخيبة.
السوريون، وهم يحتفظون بأوراق إستراتيجية مرعبة في جيوبهم، تعاملوا منذ البداية مع ما يسمى بالمبادرة العربية، ببرودة متناهية، وهم غير مستعجلين على ما يبدو، وعلى مبدأ "اللي ما بدو يخطـّب بنتو بيغلّي مهرها"، وهم لذلك، غلـّوا المهر "حبتين"، والشروط على العريس الولهان نبيل العربي، ووضعوا له شروطاً تعجيزية كي يستطيع لمس "يد" سوريا، والقبول السوري، لاحقاً، كان لحفظ ماء وجه العربان الذين دخلوا هائمين وجاهلين حقل الألغام السورية، و"حفاظاً على العمل العربي المشترك"، كما يرددون دائماً في إعلامهم. لقد تم تلبية معظم شروط سوريا تمهيداً لعرس التوقيع الذي لن يتم، على ما نرجح، والعقدة الآن هي محض مصطلحية فقط، وتحديداً حول الاختلاف بين تضمين كلمتي مواطنين أو مدنيين عزل، والسوريون يريدون فرض مصطلح "مواطنون"، وسيكون لهم الأمر كما كان في الستة عشر بنداً التي تم تعديلها لمصلحتهم، وبما يضمن سيادتهم ويحقق شروطهم.
لماذا الخوف من التدويل؟ المهم، ها هي الكرة في مجلس الأمن مرة أخرى، أي بمعنى آخر التدويل، الذي يرعب البعض. وهنا، لا بد من التساؤل هل هذا التدويل هو وليد اللحظة؟ وما الذي كان يحصل منذ عشرة أشهر وحتى اليوم، حيث لم يبق ولا دبلوماسي ولا موظف خارجية غربي، ولا فراش أو "فطفوط" و"زعطوط" تركي، ولا إسلامي، ولا أوروبي ولا منغولي، إلا وأدلى بدلوه وجرب حظه في الأزمة السورية؟ ماذا نسمي كل ذلك، في هذه الحال، شؤوناً عائلية خاصة بين أبي عصام وأم عصام في باب الحارة؟ أو حوار الطرشان الشهير بين صابر وصبرية الشامية في الإذاعة السورية أيام زمان؟ إذا لم يكن كل هذا التجييش الإعلامي، ومن محطات فضائية عالمية، وانسوا "الشقيقتين" الجزيرة والعربية، وأخواتهما، وعلى مدار الساعة، وتصريحات كلينتون، وأوباما، وساركوزي، وهيغ، وميركل، وبيرلسكوني، وفبركة مجلس اسطنبول، وعرض الأزمة على مجلس الأمن ذات مرة قوبلت بالفيتو، وعلى مجلس حقوق الإنسان، وعلى الأمم المتحدة، والمفوضية العامة لحقوق الإنسان، والجنائية الدولية، وعلى الناتو، وغيره، تدويلاً، فما عساه يكون التدويل، طال عمركم؟
أعتقد جازماً، أن مجلس الأمن، والدول الغربية، في ورطة ما بعدها ورطة، فلا هم بقادرين على قذف الكرة، ولا هم قادرون على الاحتفاظ بها. وحلـّها يا حلّال. فإن هم أفلحوا، وبفرض تخطي حاجز الفيتو الروسي-الصيني- في استصدار قرار ضد سوريا، فهو لن يتعدى كونه إدانة للعنف ومن قبل أطراف الأزمة في سوريا، أي العصابات المسلحة ومن يدعمها بشكل غير مباشر، ومن يقف وراءها، ويقدم لها المال والسلاح، أي بصريح العبارة، وبشكل غير مباشر، إدانة العربان ما غيرهم، وحيث هناك استحالات لوجستية، واستراتيجية، وميدانية خطيرة، لأي عمل عسكري، وعلى الجميع، يدركها هؤلاء مجتمعين، ولن تكون مواجهة ثنائية، ولا سيناريو ليبياً، إنه توازن الرعب المخيف والرادع الوحيد لكل الحمقى والشياطين، ولا نعتقد أن أحداً سيكون بمنأى عن تداعياته الكارثية، وكما صرح أكثر من مسؤول أممي، وعلى ذات لسان جنرالات الأطلسي، الذين يعرفون البئر وغطاءه، ولا نعتقد أنهم من الحماقة لمجرد التفكير باللعب بعش الدبابير السوري.
وهكذا، وتزامناً مع الانسحاب الأمريكي الصامت المذل والمهين من العراق، وهذا ليس صدفة، وبعد تضييع وقت متعمد من اللاعب العربي وريثما "يتسلل" الأمريكي خارج الملعب الإقليمي، يعيد العربان الكرة من حيث أتت إلى مجلس الأمن، الذي سيبحث وينظر في طول وعرض الملعب الدولي دون أن يجد لمن سيمررها له ولا يعرف كيف سيحتفظ بها؟ أي "تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما جيتي". ويعتقد، على نطاق واسع، أن هناك تسوية على الأبواب، سيكون مجلس الأمن بابها، والمبادرة الروسية مفتاحها، وبرغم الرفض العام الظاهري لها، ستتجلى باستصدار قرار غائم عائم عام يرضي جميع الفرقاء، وسيكون بمثابة إنقاذ لماء وجه كل من خاض في الرمال السورية المتحركة، في ظل تقلص الخيارات وانسداد كل الآفاق أمام اللاعب الغربي، كما اللاعب العربي. وكفي الله ثوارنا شر الثورة والفورات.
http://a-a-hakeka.ahlamontada.net/t174-topic </BLOCKQUOTE>
| |
|